المتن الأعلى: الصنوبر الأخضر محفور في الذاكرة

المتن الأعلى: الصنوبر الأخضر محفور في الذاكرة
ثمة اعتقاد راسخ لدى المواطنين الذين يعتاشون من الصنوبر في المتن الأعلى ومناطق جزين والشوف وعاليه، ...

ثمة اعتقاد راسخ لدى المواطنين الذين يعتاشون من الصنوبر في المتن الأعلى ومناطق جزين والشوف وعاليه، أن الصنوبر الأخضر يقوِّي ذاكرة الإنسان، مستندين إلى الموروث الشعبي ولا سيما أن الصنوبر كان يستخدم في مجال الاستطباب قديماً، فأوراقه الإبرية على سبيل المثال كانت تحرق ويتنشق المريض دخانها للعلاج من السعال و"الشهقة"، بينما يستفاد من عسل الصنوبر لعلاج العديد من الأمراض، فضلاً عن الاستطباب بجذوره وعصارته الصمغية في تركيب الأدوية الشعبية.
إلا ان الصنوبر يبقى في عرف المتنيين مقوٍّ للذاكرة، وراح بعضهم إلى حد التأكيد أن الصنوبر الأخضر المعروف باسم كرز الخيار، وهو الثمرة الأم التي تتجمع داخلها حبوب الصنوبر قبل النضوج، يقي من مرض الـ"ألزهايمر".
ويبدو أن ما خبره الأجداد عبر تجاربهم مع شجرة الصنوبر جاء ليؤكده العلم، فقد حصلت "شركة الطب والعلوم الانسانية" في نيويورك على براءة اختراع لمركب مكون من ثمار الصنوبر الخضراء (أكواز الصنوبر)، من الممكن أن يبطئ نمو الـ"الزهايمر".
وأشارت الشركة إلى أنّ "الدراسات السريرية والتجارب على الحيوانات أثبتت فعالية المركب في الوقاية من تشكل صفائح أميلويد بيتا". ويعتقد الباحثون أن صفائح أميلويد سبب رئيس في مرض "ألزهايمر".
ويعمد المواطنون عادة إلى قطف أكواز صنوبر خضراء في أواخر الصيف وبداية الخريف، وحبوبها البيضاء سلسة المذاق على حموضة مع رائحة عطرية صنوبرية، لكن الحصول عليها ليس بالأمر السهل، فالأمر يقتضي الصعود إلى أشجار الصنوبر الباسقة، إلا ان الأولاد غالباً ما يصوبون عليها بالحجارة أو ببندقية الصيد، فيما يبحث البعض منهم عن الاشجار الصغيرة التي يمكن ارتقاؤها بسهولة.
ولا يباع كوز الصنوبر الأخضر في محلات الخضار والفاكهة، لكنّ المواطنين يطلبون من التاجر بعضاً من الأكواز فيؤمنها لهم عبر مزارعي الصنوبر. "لا نعرض الاكواز الخضراء للبيع لأنّها تتصلب بسرعة ولا تعود صالحة للاستهلاك"، يقول بائع الخضار سامي الأحمدية، ويضيف: "كوز الخيار يؤكل بعد قطافه مباشرة فيكون أطيب وأسهل مضغاً".
واللافت أن سمة الصنوبر كمنشط للذاكرة من "المسلمات"، ولا يجادَل بها. ويشير رئيس "نقابة وعمال مزارعي الصنوبر في لبنان" فخري المصري إلى أن "هناك دراسات تؤكد أن الصنوبر (الحب الأبيض) يقوي الذاكرة"، لكنّه يستدرك أن "الدراسة الحديثة التي تقول بأهميته لجهة أنه يقي من الألزهايمر لم نطلع عليها، لكن لا نفاجأ طالما أن للصنوبر تأثيراً إيجابياً على ذاكرة الإنسان وهذا مثبت بتوارث التجارب من سنوات طويلة".
كوز الصنوبر الأخضر يتطلب دراية في "تقشيره"، لأنّ قشرته الخارجية وإن كانت خضراء إلا أنها صلبة بعض الشيء، لكن الأمر يستأهل هذا العناء إذا عرفنا فوائده الصحية، فإذا كان الأولاد يحبون مذاقه الطيب، فإن الكبار يرغبون فيه لما له من فوائد صحية ولا سيما في معالجة نزلات البرد وتقوية جهاز المناعة، فضلاً عن أنه يستخدم كعلاج للاتهابات الرئوية.
ويؤكد طارق أبو الحسن، الخبير في التداوي بالأعشاب والطب المكمل، أن "حبوب الصنوبر الخضراء مدرة للبول وتفتت الحصى وتعالج أمراض الكلى والمثانة والأمراض العصبية، والأهم انها تعالج أمراض الغشاء المخاطي والصدر، لذلك فهي بمثابة مقشع طارد للبلغم تستعمل أيضاً في حالات التهابات القصبات الهوائية".
ويؤكد أن "حب الصنوبر الأخضر يحوي أحماضاً دهنية غير مشبعة، يستعمل في تنشيط الدورة الدموية في الدماغ، ويعالج الفالج والنشاف في الدماغ، وهو مفيد في معالجة أمراض الكبد والريقان، ينشط الكبد، فاتح للشهية يزيل الضعف والارتخاء، ويخفض مستوى السكر بالدم".

السفير

المتن الأعلى: الصنوبر الأخضر محفور في الذاكرة