كلمة الافتتاحية - مدير مديرية البقاع في جمعيّة مؤسّسة جهاد البناء الإنمائية "الأستاذ خالد ياغي: بسم الله الرحمن الرحيم الصلاة والسلام على سيّدنا ونبينا، نبرة الوحي الإلهي، ومنتهى الكمال البشري، أبي القاسم محمد ابن عبد الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على سيّدنا ونبينا، نبرة الوحي الإلهي، ومنتهى الكمال البشري، أبي القاسم محمد ابن عبد الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين لاسيما عيسى المسيح ابن مريم سلام الله عليهما، السلام على قائم الوجود، هيام العدل بالاستقرار الأزلي، مولانا صاحب العصر والزمان(عج)، والسلام عليكم مشاركون وشركاء في ورشة العمل للجمعيات التعاونية حول:
"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"
انطلاقاً من هذه الآية الكريمة، وتأكيداً على ما يدعونا إليه ديننا الحنيف، من أهمية التعاون بين أبناء الهدف الواحد، حيث أن تضافر الجهود يؤدي إلى التكامل الاجتماعي والاقتصادي، مما يساهم في دفع العجلة الاقتصادية المحلية ويعزز الانتماء إلى الريف،
وبمناسبة اليوم العالمي للتعاونيات الذي تحتفل به التعاونيات حول العالم في يوم السبت الأول من شهر تموز سنوياً، والذي يصادف في 2 تموز من هذا العام، فإن التعاون هو من مفردات المفاهيم الحضارية الراقية التي نسجها لنا خالق ومبدع هذا الكون، وخطّ لنا من خلالها الطريق الأفضل لبناء مجتمع متفاعل ومتضامن ومتعاضد على قاعدة تحقيق المصلحة المشتركة وإحقاق حق المساواة في الاستفادة من الموارد المتاحة.
فالتجربة الأولى كانت في مدينة روتشيديل الإنجليزية حيث اجتمع في 15 آب عام 1843م، 28 عاملاً من بينهم امرأة واحدة معلنين قيام أول جمعية تعاونية في العالم، ومن ثم انتقلت التجربة الناجحة إلى بقية المدن البريطانية وإلى بقية دول أوروبا والعالم وصولاً إلى بلادنا العربية.
وحالياً، تشكل التعاونيات عنصراً ضخماً في الاقتصاد العالمي، والتقديرات تشير إلى أن عدد أعضاء التعاونيات يبلغ حوالي المليار شخص، وفي بوركينا فاسو تسيطر التعاونيات على 77% من إنتاج القطن، وفي مالطا تملك التعاونيات 90% من قطاع مصائد الأسماك، وتوفّر في ساحل العاج نسبة 77% من إنتاج القطن، وتنتج التعاونيات في الأوروغواي 90% من الإنتاج الوطني للحليب وتصدر 70% من فائض إنتاج القمح. وفي الولايات المتحدة الأميركية، شخصان من أصل خمسة أشخاص هم أعضاء في التعاونيات. وفي الفيليبين تسهم التعاونيات بنسبة 16% في الناتج المحلي الإجمالي، وتغطي التعاونيات في الدانمارك 49% من عمليات تجهيز الحليب و66% من ذبح الماشية. وتستأثر تعاونية فولكسام للتأمين السويدية بنسبة 48.9% من سوق التأمين الأسري ونسبة 50% من التأمين على الحياة والحوادث معاً. وفي جمهورية كوريا تسوَق نسبة 40% من المنتجات الزراعية المحلية عن طريق التعاونيات.
كما أنه من الضروري الإشارة إلى بعض المبادئ الأساسية التي اعتمدها الاتحاد الدولي للتعاونيات في جمعيته العامة عام 1995، ومنها مبدأ الطبيعة الديمقراطية للتعاونيات ومبدأ العضوية المفتوحة بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الآراء السياسية أو الدين أو الوضع الاجتماعي. كما أنها تتضمّن مبدأ العضو الواحد - والتصويت الواحد، الذي يمنح المرأة فرصة المشاركة في التعاونيات بالتساوي مع الرجل، كما تصنّف التعاونيات نفسها بأنها منظمات مستقلة تساعد نفسها بنفسها ويديرها أعضاؤها.
من هنا وبناءً على ما ورد، وللأهمية المعطاة للعمل التعاوني دولياً ومحلياً، كان لا بد من أن تتصدى جمعية مؤسسة جهاد البناء الإنمائية من خلال خدمة شعبها وأهلها الشرفاء عبر مواكبة عمل الجمعيات التعاونية كونها تمثل شريحة مهمة من المزارعين والمنتجين والمتحدين حول هدف سام رسموه لتعاونيتهم، ودعّموها بالقانون.
لقد ارتأينا على أنفسنا، منذ سنوات، تقديم الدعم الممكن لهذه التعاونيات من خلال:
• تعزيز ثقافة العمل التعاوني لدى كافة شرائح المجتمع
• تطوير وتنشيط ورعاية الجمعيات التعاونية في مناطقنا عبر المحافظة على أوضاعها القانونية والإدارية والمالية وتأهيل المنتسبين إليها وخاصة مجلس الإدارة
• رصد الجهات المانحة والمساهمة في إعداد دراسات المشاريع
• تقديم أي خدمة ممكنة للتعاونيات وأعضائها بهدف النهوض بهذا القطاع
وما هذه الورشة التي نحن بصددها اليوم إلا تأكيداً على حرصنا للبحث عن أفضل السبل لتفعيل عمل التعاونيات من خلال تعزيز مبدأ التخصصية في العمل التعاوني، لما لهذا التوجه من نتائج إيجابية نتمنى الوصول إليها بعد صياغة التوصيات التي ستتوصلون إليها.
ويهمنا هنا التأكيد على أهمية التكامل مع كافة الجهات الرسمية المعنية بالقطاع التعاوني ومع كافة هيئات المجتمع الأهلي المحلي الذين نرحب بمشاركتهم الكريمة في هذه الورشة، لا سيّما أصحاب المداخلات الذين نشكرهم على توضيح آليات استفادة التعاونيات من الجهات التي يمثلونها.
معاّ نرفع لواء العمل التعاوني ليصل صداه في المدى ويعيد نبض الحياة لقطاعاتنا الاقتصادية ومسيرنا الاجتماعي وعلاقاتنا التكاملية.